الخطاب الموازي في البلاغة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة حلوان

المستخلص

إن القارئ للدراسات النقدية الحديثة التى تعرضت للخطاب الأدبى ونصوص اللغة، بالتحليل والدراسة والنقد والتأويل ، يجد أن تلک الدراسات تناولت، أولنقل تنبهت لدراسة أنواع من الخطاب ماکان يتعرض لها النقاد الأوائل، ولاالذين درسوا الخطاب اللغوي واهتموا بتأويله وتحليله فى العصورالأولى، فتلاحظ مثلاً أنه انتشرت فى عصرنا المعاش مايعرف بدراسة بعض النصوص ،وأحياناً بعض الفقرات أوالکلمات التي لاتعتبر ضمن النص الأصلي الذي بني عليه الکتاب، فنشأ مايعرف بدراسة المقدمة والخطاب المقدماتى ،وکذلک ماوجدناه من دراسات حول عنوان الکتاب ومايتصل بالکتاب، من افتتاحيات وحواشٍ کالإهداء والتمهيد والخاتمة والتقريظ،وغيرذلک .
 لذا اختارالباحث أن يتناول دراسة الخطاب الموازى - وهوماعرف قديماً بالمقدمة – الخاص بالمؤلفات التى ألفت فى البلاغة العربية ، بداية من عصرالتأليف فى العلوم العربية حتى نهاية القرن السابع الهجرى على التقريب، لنري أولاً : مدى اهتمام هؤلاء العلماء بأمرالمقدمة والخطاب الموازى ،وهل اهتموابه وجعل کل واحد منهم لکتابه أولنصه الأصلى خطاباً موازياً ، أم أن  بعضهم اهتم بذلک ،والبعض الآخرأغفل ذلک ؟ ولنري ثانياً : إلي أي حد اهتم أصحاب تلک المقدمات بها ، وهل تنبهوا إلى ما تنبه إليه الدرس الحديث من إشارة ذلک الخطاب إلي شخصية المؤلف ، وبيان خصائص أسلوبه ؟ وهل اهتم هؤلاء القدماء فى نصوصهم الموازية ببيان أهمية العلم الذى يکتبون فيه ، وماتميزبه هذا العلم ، ثم بيان ماتميز به کتاب کل واحد منهم ؟
       ونود کذلک من خلال هذه الدراسة استبيان مدي تميزهؤلاء العلماء بالموضوعية والشفافية في تأليفهم وفي کتاباتهم، فهل نص الواحد منهم على جهود الذين سبقوه فى هذا المجال ، وذکرالکتب والمصاورالتى اعتمد عليها فى جمع مادته العلمية، وتأليف کتابه ،وإرساء أبوابه وأصوله وفروعه ؟
  وقد اقتضت هذه الدراسة أن تکون فى مقدمة وتمهيد وأربعة محاور ، کما يأتي :                                         
أولاً : المقدمة وذکرفيها الباحث اهتمام الدرس الحديث بدراسة المقدمة ، ودراسة کل ماجاء من نصوص خارج النص الأصلى للکتاب  .                                                                                                                                                                                                    
ثانياً : التمهيد: وتناول فيه الباحث المعنى اللغوى للخطاب الموازى ، وبين فيه مدى علاقته بالمعنى الاصطلاحى للخطاب الموازى ، وکذلک بيان الدراسات التى اهتمت بالخطاب الموازى وبيان المسميات الأخرى التى عرفت لذلک الخطاب لدى القدماء ولدى المحدثين ، ثم بيان أهمية ذلک الخطاب ، لأصل الکتاب ومتنه .
ثالثاً : الخطاب الموازي في البلاغة العربية ، وقد اشتمل علي أربعة محاور :
المحور الأول  :  وبين فيه الباحث مدى معرفة العرب للخطاب الموازى منذ عصرالتأليف ، ومسميات ذلک الخطاب لديهم ، وأهم الکتب التى اهتم فيها أصحابها بذلک الخطاب.
 المحورالثاني : وحاول أن بيين فيه الباحث مدى تحقق التناص والتأثير والتأثر بين أصحاب الخطاب الموازى فى البلاغة العربية .
 المحور الثالث :  واهتم هذا المحور ببيان مدى اهتمام أصحاب الخطاب الموازى قديماً بالمتلقى ، والکشف عن مدى حضوره فى خطابهم .
المحور الرابع :   ودرس هذا المحور ما يتصل بالإبداع والمبدع، وبين مدى إحاطة واهتمام أصحاب هذه النصوص بما يتصل بالإبداع والمبدع ، وکذلک مادة الکتابة والإبداع .  
الخاتمة : وبين فيها الباحث أهم النتائج التي توصل إليها هذا البحث .