عقيدة الإيمان بالصراط في اليوم الآخر دراسة عقدية تأصيلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم العقيدة و المذاهب المعاصرة في کلية الشريعة و أصول الدين جامعة الملک خالد أبها المملکـة العربيـة السعوديـة

المستخلص

اشتملت هذه الدراسة على موضوع مهم من موضوعات العقيدة،وهو: الصراط في اليوم الآخر المنصوب على متن جهنم.
هذا الصراط ممر غيبي مرعب عليه من الهول والعذاب ما لا يعلمه إلا الله -عزوجل-ويرده الأولون والآخرون، فمنهم السالم الذي ينجو، ومنهم الهالک.
وضَّحْتُ في البداية أن الإيمان بالصراط أصل من أصول العقيدة الإسلامية عند أهل السنة والجماعة، لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-بلفظه الصريح في أحاديث صحيحة، فيجب الإيمان به.
ويُنْصب الصراط على متن جهنم لعبور الخلائق عليه فيمر عليه الجميع فينجو المتقون ويسقط الظالمون في النار.
ويجب الإيمان أيضاً "بالقنطرة" التي يحبس عليها المؤمنون، فيتقاصون مظالم کانت بينهم في الدنيا، کما ورد ذلک في الأحاديث الصحيحة.
 ثم بيَّنْتُ شبهات المنکرين، وقد أنکر الصراط مطلقاً بعض الفرق المبتدعة من الجهمية والخوارج والمعتزلة، بدون دليل شرعي أو مستند عقلي، فذکرتُ شبهاتهم والرد عليها بأدلة دامغة. کما أوّل بعض العلماء لبعض صفات الصراط التي وردت في الروايات الصحيحة فذکرتُ أقوال أهل العلم في الرد على هذه التأويلات.
ثم أَتبَعتُه صفة الصراط بأنه مدحضة مَزَلة - أي : زلق ، تتذحلق عليه الأقدام و لا تثبت - وله جنبتان أوحافتان ، ولحافتيه کلاليب ، وخطاطيف و حسکة مفلطحة لها شوکة عُقيفاء تکون بنجد يقال لها السعدان ، لا يعلم قدر عظمها إلا الله ، وهي مأمورة بأخذ من أمرتْ به .وکما أن الصراط أحدُّ من السيف وأدق من الشعر.
تختلف أحوال العباد حين المرور على الصراط، وذلک باختلاف درجات إيمانهم وأعمالهم حيث يعطى کل مؤمن نور على قدر إيمانه وصالح عمله.
وأول من يعبر الصراط هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -وأمتهثم بقية الأمم الأخرى،وذلک تکريماً وإظهارالمکانة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم -وأمته بين الأمم الأخرى.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

الكلمات الرئيسية