الحمد لله خالقِ البلاد والعباد، عالمٍ بما يکون في بعضها من الطاعة والإيمان وما في بعضها من الفتن والکفر والعصيان، فأعلم رسوله eبذلک وأطلعه عليه، فأخبر عليه الصلاة والسلام بما هو کائن في کل بلد من کفر أو إيمان، أو فتن أو عصيان، وقد وقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام،فکان ذلک من أعلام نبوته، والصلاة والسلام على أفضل الخلق سيدنا محمد eوعلى آله وصحبه وسلّم. أما بعد فهذا البحث تحدثت فيه عن البلاد التي نسب إليها رسول الله eالإيمان وهي: المدينة ومکة واليمن، وهذا شرف يُنسب إليها، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا استحقت هذه البلاد هذه النسبة، وهل هذه النسبة ثابتة في کل زمان أو لا؟. وتحدثت فيه أيضاً عن البلاد التي نسب إليها رسول الله eالکفر والفتن، وهي البلاد التي تقع في جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة المنورة على ساکنها أفضل الصلاة والسلام، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا استحقت هذه البلاد هذه النسبة، وهل نسبة الکفر والفتن لهذه البلاد يجعلها محرومة من الخير والفضائل، أو يکون سُبّة وعاراً في جبين من ينتسب لهذه البلاد ويعيش بين جنباتها؟، وما موقفنا من العلماء الذين نبغوا وبرعوا ونشأوا في هذه البلاد کالإمام أحمد والإمام الشافعي وغيرهما؟.
أسباب اختياري للموضوع هناک أسباب دفعتني إلى اختيار موضوع هذا البحث، وهي: 1- کنت أقرأ في کتاب (طرق الحکم على الحديث بالصحة أو الضعف) للأستاذ الدکتور/ عبد المهدي عبد القادر، فوقفت على حديث: "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة کما تأرز الحية إلى جحرها" ([1]) فقمت بتخريجه، وقرأت شرحه في کتب الشروح، فرأيت له صلة بحديث "الإيمان يمان" ([2]) وحديث: " رأس الکفر قبل المشرق"([3])، وتذکّرت أنني قرأت هذه الأحاديث منذ بضع سنوات في کتاب (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) فاختمرت فکرة هذا الموضوع في ذهني، فرأيت الکتابة فيه؛ لبيان وجه نسبة النبي eالإيمان إلى اليمن والمدينة (وجوانبها وحواليها فيشمل مکة)، ونسبة الکفر والفتن إلى المشرق. 2- ما قرأته من موقف المعادين لدعوة الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب، حيث طعنوا في شخصه، وجعلوه قرن الشيطان، ومصدر الفتن اعتماداً على قول النبي eعن نجد:"هناک الزلازل والفتن، وبها يطلُع قرن الشيطان"وقد فسروا نجداً بأنها نجد اليمامة (المعروفة اليوم بنجد السعودية)، فرأيت خدمة للإسلام بوجه عام وللسنة النبوية بشکل خاص أن أبين القول السديد في التعامل مع هذا الحديث وما في معناه، وذلک من خلال التنبيه على احترام العلماء ومعرفة قدرهم ومنزلتهم سواء اتفقنا معهم أو اختلفنا، وإلا لو فتحنا الباب للطعن لما سَلِم أحد کما سيأتي- إن شاء الله تعالى- في ثنايا البحث، ومن المعروف من مذهب أهل السنة: " ليعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه". خطة البحث: قسمت البحث إلى: مقدمة، وثلاثة فصول، ونتائج، وفهارس. أما المقدمة فتحدثت فيها عن فکرةالبحث، وأسباب اختياري له، وخطته. أما الفصول فهي على النحو الآتي: الفصل الأول:نسبة النبي eالإيمان إلى المدينة. الفصل الثاني: نسبة النبي eالإيمان إلى اليمن. الفصل الثالث: نسبة النبي eالکفر والفتن إلى جهة المشرق.. نتائج البحث. فهرس بأهم المصادر والمراجع فهرس الموضوعات. هذا واللهَ العلىَّ الکريمَ أسأل أن يتقبل منى عملى هذا بقبول حسن، وأن ينفعنى به يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يجعله فى ميزان حسناتى، وأن يجعله عملاً خالصًا متقبلاً، إنه على کل شئ قدير. وأحمده سبحانه وتعالى حمدًا يوافى نعمه، ويکافئ مزيد سلطانه وآلائه على توفيقه إيَّاى فى اختيار هذا البحث، وعلى تيسيره لى کلّ السُّبَل حتى خرج على هذه الصورة، التي أسأل الله تعالى أن تکون صورة مرضية عنده وعند حبيبنا ومصطفانا سيدنا محمد e، وعند من يقرؤه.
عطية عبد الله, الدکتور/ محمد. (2014). القول البادي في نسبة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والکفر لبعض البلادِ. الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 31(1), 169-294. doi: 10.21608/bfsa.2014.9153
MLA
الدکتور/ محمد عبد القوی عطية عبد الله. "القول البادي في نسبة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والکفر لبعض البلادِ", الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 31, 1, 2014, 169-294. doi: 10.21608/bfsa.2014.9153
HARVARD
عطية عبد الله, الدکتور/ محمد. (2014). 'القول البادي في نسبة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والکفر لبعض البلادِ', الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 31(1), pp. 169-294. doi: 10.21608/bfsa.2014.9153
VANCOUVER
عطية عبد الله, الدکتور/ محمد. القول البادي في نسبة النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والکفر لبعض البلادِ. الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 2014; 31(1): 169-294. doi: 10.21608/bfsa.2014.9153