ظاهرة التعاقب الصوتي في اللغة العربية واحدة من الظواهر التي تعد سنّة لهجية متّبعة في قبائل العرب ، قد يکون جزء منها بفعل التطور اللغويّ على مستوى الصوت والبنية ، کما تعد أيضا من الأدلة الواضحة على اتسام الأصوات العربية بالتحول وعدم الثبات , والتعاقب الصوتي من أعظم الروافد في اللغة العربية وأغزرها مادة ، إذ لا يعوقه شرط ، ولا يعاني من قيد ، فهو مبني على السماع لا القياس ، کما يوجد في جميع حروف الهجاء ([1]) ، وهو تغيير حرف بحرف، أياً کان الحرفان ، وأياً کان موقعهما من الکلمة ، يستوي أن يتقارب الحرفان المتعاقبان في المخرج وأن يتباعدا ، وأن يکونا في أول الکلمة أو آخرها أو وسطها ، وعلى الرغم من أهمية ظاهرة التعاقب الصوتي في اللغة العربية إلا أننا نجد قلة ما کتب عنها ، فالقدماء على الرغم من تنبههم إلى وجودها في العربية إلا أنهم لم يفصلوا فيها بالشکل الذي يجعل رؤيتنا لها واضحة ، ويأتي بحثي هذا خطوة متواضعة ، وإسهاماً يسيراً في حقل الدراسات اللغوية المعنية بالتعاقب الصوتي ، حاولت من خلاله توضيح ما غمض ، وتفصيل ما أجمل ، وآل عنوانه إلى (ظاهرة التعاقب الصوتي في اللسان العربي عند الأزهري من خلال کتابه تهذيب اللغة) .
واقتضت طبيعة البحث أن أقسمه إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وفهارس، فالمقدمة: تحدثت فيها عن الموضوع وأهميته وأسباب اختياري له وخطته . والفصل الأول : التعاقب في اللغة العربية مفهومه ، وأقسامه ، والمصطلحات ذات الصلة بالتعاقب ، وتحدثت فيه عن تعريف التعاقب لغة واصطلاحاً ، والتعاقب الصوتي وصوره، والتعاقب النحوي وصوره ، ثم تناولت مصطلحات ذات صلة بالتعاقب وهي : الإبدال ، والاستغناء ، والمضارعة الصوتية (المماثلة الصوتية) ، والتقارض النحوي ، والتضمين النحوي ، والحمل على المعنى . والفصل الثاني: تحدثت فيه عن التعاقب الصوتي عند علماء اللغة القدامى والمحدثين . والفصل الثالث : التعاقب الصوتي في تهذيب اللغة للأزهري . تحدثت فيه عن مصادر الأزهري في جمع التعاقب الصوتي، والاستشهاد على التعاقب الصوتي في تهذيب اللغة ، والتعاقب الصوتي وتداخل اللغات واختلاف القبائل العربية ، والتعاقب الصوتي وقول العامة ، والتعاقب الصوتي وتقارب وتباعد المخرج والصفة ، والتعاقب الصوتي والاتباع ، والتعاقب الصوتي والبنية الصرفية للکلمة(ف – ع - ل) ، وتعاقب الحرکات في تهذيب اللغة ، ثم قدمت حصراً ومعجماً لألفاظ التعاقب الصوتي في التهذيب مرتبة على حروف الهجاء . والخاتمة: ذکرت فيها ما توصلت إليه من نتائج في هذا البحث .
هذا هو عملي وهو جهد المقل ، ولا أدعي أني قد أدرکت ما قصدت إليه ، ولکن هذا ما وصل إليه علمي ووقف عنده جهدي ، فإن قصرت في شيء فضعف ساقه العجز إليّ ، وإن قاربت فمن فضل الله تعالى عليّ ، وأسأل الله تعالى أن يعفو عني بکل خطأ غير متعمد وقعت فيه، وبکل سهو غير مقصود فاتني استدراکه .
[1])) يقول أبو حيان في المزهر : " قلما تجد حرفاً إلا وقد جاء فيه البدل – يريد التعاقب – ولو نادراً . " المزهر للسيوطي تحقيق/محمد أبو الفضل إبراهيم وآخرون ط/عيسى البابى الحلبى ج 1 ص461
محمد محمد قشيوط, الدکتور / مجدي. (2015). ظاهرة التعاقب الصوتي في اللسان العربي عند الأزهري من خلال کتابه تهذيب اللغة. الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 32(1), 1501-2706. doi: 10.21608/bfsa.2015.9102
MLA
الدکتور / مجدي فتحی محمد محمد قشيوط. "ظاهرة التعاقب الصوتي في اللسان العربي عند الأزهري من خلال کتابه تهذيب اللغة", الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 32, 1, 2015, 1501-2706. doi: 10.21608/bfsa.2015.9102
HARVARD
محمد محمد قشيوط, الدکتور / مجدي. (2015). 'ظاهرة التعاقب الصوتي في اللسان العربي عند الأزهري من خلال کتابه تهذيب اللغة', الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 32(1), pp. 1501-2706. doi: 10.21608/bfsa.2015.9102
VANCOUVER
محمد محمد قشيوط, الدکتور / مجدي. ظاهرة التعاقب الصوتي في اللسان العربي عند الأزهري من خلال کتابه تهذيب اللغة. الفرائد في البحوث الإسلامية والعربية, 2015; 32(1): 1501-2706. doi: 10.21608/bfsa.2015.9102