من قال عنه الإمام ابن حجر في ( التقريب ) صدوق يَهِم وأخرج له الإمام مسلم في صحيحه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الحديث وعلومه بکلية الدراسات الإسلامية والعربية / فرع البنات / القاهرة

المستخلص

علم الجرح والتعديل هو من الأهمية بمکان ضمن علوم الحديث الشريف ، کيف لا وهو العلم الذي من خلال معرفة قواعده نتوصل إلى معرفة حال الراوي من حيث القبول أو الرد ، الأمر الذي يُعَدّ هو الرکن الأساسي في دراسة الأسانيد والحکم عليها . ومن هنا اهتم العلماء قديمًا وحديثًا بهذا العلم ، وأولوه عنايةً فائقةً منقطعةً النظير ، وألفوا فيه المؤلفات الجَمَّة المفيدة . وممن کان لهم قدم راسخة في هذا العلم : الإمام ، الحافظ ، الجليل : شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، الشافعي ، المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمانمئة هـ . فقد ألَّف العديد من المؤلفات في تراجم الرجال وبيان أحوالهم . وبما أنه إمام بصير بهذا الشأن ، فقد کان – رحمه الله - حريصًا أشد الحرص على جمع أقوال أئمة الجرح والتعديل في الراوي توثيقًا وتجريحًا ، ومعرفة مناهجهم في ذلک : تشددًا وتوسطًا وتساهلًا ، ومعرفة ما إذا اختلف قول الإمام الواحد في الراوي الواحد ، وذلک لأنه من المتأخرين ، الأمر الذي جعله يطلع على الکثير من کتبهم التي ألفوها في هذا الفن ، إلى جانب ما أضافه هذا الإمام ، العالم ، الجليل من : فوائد ، وزوائد ، وتتِمات دقيقة ومفيدة أکسبت کتبه الأهمية الکبرى في علم الجرح والتعديل . ومن أهم هذه الکتب التي ألفها کتاب : (تقريب التهذيب ) ، فقد قسم الإمام ابن حجر الرواة في هذا الکتاب إلى عدة مراتب ، وعبر عن کل مرتبة بعدة ألفاظ للدلالة على التوثيق أو التجريح ، وقد اخترت من هذه الألفاظ لفظة : صدوق يَهِم ، والتي هي من المرتبة الخامسة ، وخصصت منها : ما قال فيه الإمام ابن حجر صدوق يَهِم وقد أخرج له الإمام مسلم في صحيحه ، وجعلتها موضوعًا لهذا البحث .
سبب اختياري لهذا الموضوع وبيان أهميته
من خلال العمل في مجال تخريج الأحاديث وتحقيقها ، وجدت أن البعض يحکمون على الراوي الذي قال عنه الإمام ابن حجر في کتابه (تقريب التهذيب ) صدوق يَهِم ، يحکمون عليه بالضعف مطلقًا ، حتى وإن أخرج له الشيخان أو أحدهما في صحيحيهما ، وذلک نظرًا لکلمة الوهم التي تقتضي التضعيف عندهم ، فيقولون : لأن الإمام ابن حجر إمام متأخر ، نأخذ بالاحتياط ، ونحکم على الراوي بالضعف . الأمر الذي دعاني أن أتتبَّع الرواة الذين وصفهم الإمام ابن حجر بقوله : (صدوق يَهِم ) ، وأخص بذلک : من أخرج لهم الإمام مسلم في صحيحه ، فأدرُس أحوالهم بالتفصيل ، وأبيِّن أقوال الأئمة فيهم من حيث الجرح والتعديل ، دون محاباة لقول أحد منهم على أحد ، مع مراعاة مناهجهم في الجرح والتعديل : تشددًا ، وتوسطًا ، وتساهلًا ، وکذلک مراعاة الاصطلاحات الخاصة بکل إمام ، ومراده بها جرحًا وتعديلًا ، وأيضًا أدرُس طريقة إخراج الإمام مسلم لهذا الراوي في صحيحه : احتجاجًا ، أو متابعةً ، أو استشهادًا ، وذلک حتى تکمُل الفائدة ، ومن ثَمَّ تتضح أهمية هذا الموضوع ، وسبب إفراده بالدراسة في بحث مستقل ، والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب .

الكلمات الرئيسية