علم الفواصل دراسة نظرية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم القراءات بکلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى

المستخلص

نزل القرآن الکريم ببيان رفيع، وبلاغة عليا، بلسان عربي مبين، وترکيب جمالي بديع، لذلک نال من عناية، واهتمام العلماء عبر العصور ما لم ينله غيره من الکتب السماوية المقدسة، ولا عجب في ذلک؛ لأنه کلام رب العالمين، وهو دستور المسلمين الذي أنزله الله على قلب رسوله المصطفى الأمين، هدى ورحمة للمؤمنين وقد دان له العرب بعد أن آمنوا به، وکان له سلطان على قلوبهم وعقولهم، فاستلهموه أسس معاشهم، ومعادهم، کما اتخذوه مناط آدابهم، وفنونهم، فکانت کتب التفسير، والفقه کما کانت کتب البلاغة والنظُم والإعجاز، وسيظل عطاء القرآن الکريم ممدودًا إلى يوم القيامة إن شاء الله -تعالى-.
من جملة ما اهتم به العلماء في علوم القرآن الفاصلة القرآنية وما يتصل بها من مباحث لکونها آخر الآية في القرآن هي زينة وحلية النظم القرآني يتبين بها المنظوم من المنثور وبإظهار الفواصل لبدو محاسن النظم ويظهر الإعجاز القرآني، وقدر عدد الفواصل في القرآن الکريم بست وثلاثين آلاف فاصلة أو آية -بحسب العدد الکوفي- منها ما کان على روي واحد، وذوات الروي المتنوع، ومنها السکن، والمطلق الحرکة والمسبوق بردف وغير المردوف إلى ما هنالک من أمور متعلقة بالفاصلة.
وهذا البحث إن شاء الله يشتمل على بعض القواعد النظرية المتعلقة بهذا العلم أسأل الله -تعالى- أن يکون نافعًا ومفيدًا لکل قارئ له والله -تعالى- من وراء القصد.