مقاصد القرآن الکريم أصولها وتطبيقاتها عند المفسرين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التفسير وعلوم القرآن کلية علوم القرآن والتربية الإسلامية جامعة ديالى – العراق

المستخلص

إن أفضل العلوم ما کان توضيحا لأسرار القرآن الکريم، والسنة النبوية؛ لأنه يؤسس لمنهج علمي يجدر بالناس أن يسيروا وفق قواعده، وأصوله، ويستلهموا هداياته في جانب تحقيق المصالح، ودفع المفاسد؛ ليظفروا بالسعادة في الدارين.
ومن أبرز علوم الشريعة المحققة مصالح العباد علم تفسير القرآن الکريم، الذي يعد الطريق الأول لفهم معاني الآيات الکريمة، واستنباط حکمها، وأحکامها، ومقاصدها، وبعث القرآن الکريم بعثا متجددا في مسارات الحياة البشرية، إصلاحا، وتربية، وإرشادا.
وهذا الطرح العملي، والبعد التوظيفي لنصوص الوحي، هو المقصد الذي رغب الشارع في تحقيقه، وحبب في تطبيقه، سعيا منه لتربية المجتمع، تربية إسلامية سليمة، يعد من خلالها أبناؤه لحوز الريادة في مختلف المجالات الحياتية.
ولأهمية نتائج هذا العلم في تحقيق مقاصد الشرع من تعاليمه، وتشريعاته، فإن الباحث قد رأى أن يذکر أصول تحصيل هذا العلم، وبعض التطبيقات العملية للفهم المقاصدي لنصوص الوحي عند المفسرين؛ ليجيب عن إشکالية فحواها: هل اعتنى علماء تفسير القرآن الکريم بمقاصد الشريعة؟
وللإجابة عن هذه الإشکالية فإن الباحث قد عمد إلى عبارات أهل العلم بالتفسير، وبذل جهده بقدر طاقته في استخراج مفاهيم مقاصدية من نظم کلامهم في مؤلفاتهم، سالکا في ذلک المنهج التحليلي لعباراتهم، مجتهدا في بيان الاستفادة منها في الواقع، حتى يتسنى للأمة أن تعقد العزم على جعلها مشروعا إصلاحيا، ينظم قانون الحياة الإنسانية.
وقد جاءت هذه الدراسة لتبين أن الفهم المقاصدي لم يقتصر على مؤلفات التفسير في آيات الأحکام، وإنما هي سمة لجملة من التفاسير قديما، وحديثا.