وقفة تفسيرية تحليلية لصدر سورة الإسراء

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التفسير وعلوم القرآن الکريم المساعد بکلية التربية والآداب - جامعة تبوک

المستخلص

آية من آيات کلام ربنا عز وجلّ أعطت صورة رائعة من صور إعجاز القرآن الکريم، کما صوّرت معجزة الإسراء التي کانت مظهراً من مظاهر التکريم من الربّ الکريم لخاتم الأنبياء والمرسلين، وآية تدل على قدرة الله جل وعلا في صنع هذه المعجزات، واختباراً لأهل الإيمان. فلا يملک المؤمن حين قراءتها أو سماعها إلا الإذعان والانقياد والتعظيم لقائلها سبحانه فعظم المقول دليل على عظم القائل، هذه الآية الشريفة هي قول الله تعالى:سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَکْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ  سورة الإسراء: 1].
فما حوته من معاني سامية شاملة في کلمات موجزة يجعلني أقف عندها متأملاً في تلک المعاني العظيمة سبيلي في ذلک ما قاله علماء السلف الراسخون في العلم.
 ولعل القارئ يلحظ أن الله تعالى ذکر قصة الإسراء في آية واحدة فقط من هذه السورة العظيمة ثمّ أخذ بذکر فضائح اليهود وجرائمهم.
وهذا ما جعلني أخصّ الآية الأولى بالبحث؛ فعزمت متوکلاً على الله سبحانه أن أقوم بدراستها وبيان ألفاظها الموجزة ومعانيها الجامعة متتبعاً اقوال أهل العلم من المفسرين، معتمداً في ذلک على التفسير التحليلي لمفرداتها؛ فالتفسير التحليلي يعدُّ من أبرز أنواع التفسير البياني الذي يُظْهر مدى ما يتميز به هذا النظم الرائع الذي أعجز الفصحاء والبلغاء وأرباب اللسان عن مسايرته، بل حتى عن المجيء ولو بالقليل منه . ومن إعجاز القرآن الکريم أن يبقى رحب المدى سخي المورد تنهل منه الأجيال المتعاقبة جيلاً بعد جيل.