التولي والإعراض عن الحق في القرآن الکريم دراسة دعوية

المؤلف

المدرس بکلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة - جامعة الأزهر

المستخلص

خلق الحق سبحانه الإنسان وعلمه البيان يعبر به عن مکنون صدره، وبه ينصر الحق أو يقف إلى جوار الباطل، وبه يجادل عن الحق أو يجادل فيه، وبه يستهزئ بالله وآياته ورسوله وبالمؤمنين، وبه يذکر الله ويوحده ويدل عليه؛ وخلال ذلک کله يدور الحوار بين بني البشر بل بين الإنسان وبين نفسه وتساق الحجج لکي يصل البشر إلى الحق - إن أخلصوا النيه - أو لکي ينصروا قولهم وإن کان فيه ما فيه من الخطل والزلل وعندما لا يصل الحوار إلى مايرجوه  صاحب الحق يتسائل کيف للطرف الآخر الذي قدمت له أوضح الأدله أن يعرض عنها وأن يقف على جرف هار لا سند له من دليل عقلي أو نقلي أو واقعي؟! کيف يرکن إلى وهم يزول عند أدنى نظر أو بعد تحقيق؟! وربما يعلن صاحب الحق عزمه بعد هذه المناظرة التي باءت بالفشل - في نظره - أن يکف عن الحوار وأن يتوقف عن المناقشة فلا جدوى منها عند من لا يفهمون متمثلا بقول القائل:" واضع العلم في غير أهله کمقلد الخنازير اللؤلؤ والذهب"[1]  فهل هذا التصرف تصرف سديد يأوي إلى رکن شديد من دليل شرعي؟!



[1] جامع بيان العلم وفضله وقال يروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم،و الفردوس بمأثور الخطاب حديث رقم 7107عن أنس بن مالک، لأبي شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني الملقب بالکيا، تحقيق : السعيد بن بسيوني زغلول،الناشر : دار الکتب العلمية، بيروت، 1406 هـ - 1986م