الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر حياته الدعوية وموقفه من مسألة التقريب بين السنة والشيعة

المؤلف

الأستاذ المشارک بکلية التربية الأساسية – قسم الدراسات الإسلامية بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت

المستخلص

يعتقد البعض أن الاختلاف في المذاهب في مجتمعٍ ما يعني استحالة التعايش وحتمية التنافر والقطيعة بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، بينما الواقع أثبت أن المجتمع قد يتعايش وتسوده الألفة والتراحم والتواصل والوِحدة رغم تعدد المذاهب وربما الأديان في ظل المجتمع المدني کما هو الحال في التعايش والوئام الذي حصل بُعيد الحرب الأهلية في لبنان،
- ولا ريب في أن التعايش بين المذاهب الإسلامية ضرورة ملحة في العصر الحاضر في ظل المتغيرات الدولية التي يعيشها المسلمون اليوم، بل هو واجب شرعي قبل أن يکون أمراً حياتياً ملحاًً، وقد حث الإسلام على حفظ حقوق کافة المسلمين ونهى عن التعدي على حرماتهم واستباحة أعراضهم، سوآءا أکان بالقول أم بالعمل، فکفل لکل من شهد الشهادتين صيانة دمه وعرضه وماله، وهذا هو الأساس الذي يتحقق به التعايش بين سائر الفئات المختلفة.
والاختلاف في الآراء والمذاهب والمعتقدات لا يخرج طوائف المسلمين عن الإسلام، ولا يهدر شيئا من حقوقهم التي فرضها الإسلام وأکد عليها.
والإمام الأکبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر أحد هؤلاء الذين سجلوا معارفهم وعلموهم واجتهاداتهم وبيّنوا رأيهم في هذه المذاهب والمعتقدات
لهذه الأسباب کانت تلک الدراسة التي تضيء للقارئ، والباحث بعض جوانب هذه الملاحظات فهي دراسة نقدية نصية. ذکرت نصّ کلامه وعلقت عليها من کتاب الله وسنة رسوله، وآراء العلماء المجتهدين والباحثين فإن يکن التوفيق فمن الله، وإن تکن الأخرى فمن نفسي، (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء).