هاروت وماروت کما وردت في القرآن الکريم (من خلال تفسير ابن جرير الطبري -ت 310هـ - المسمى جامع البيان في تفسير آي القرآن )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الکتاب والسنة بکلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأکملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن قصة هاروت وماروت أعتبرها بعض علماء التفسير من مشکل القرآن، لاختلاف أقوال المفسرين في تفسيرها وبيان المعنى المراد من الآية.
أما إمام المفسرين ابن جرير الطبري فقد کان له منهج قويم في بيان المعنى المراد من الآية مستنبطاً من الروايات الواردة عن السلف ومستشهداً بأشعار العرب وأقوالهم على المعنى الذي أراد أثباته وتوضيحه، وبعد قراءة تفسيره، وإمعان النظر في الروايات التي ساقها، وفهم المعنى المراد منها، وکيفية استنباطه للمعاني وبيانها وتوضيحها، وتحليلها، إذ الفهم مقدّم على النقد، ولا بدّ من تجريد العواطف في المسائل العلمية؛ عزمت على الکتابة في هذا الموضوع وبيان منهج الطبري في تفسير قصة هاروت وماروت .  
وقد قال أحمد شاکر عن منهج الطبري: تبيَّن لي ممّا راجعته من کلام الطبري، أن استدلال الطبري بهذه الآثار التي يرويها بأسانيدها، لا يُراد به إلا تحقيق معنى لفظٍ، أو بيان سياق عبارة.... وهذا مذهب لا بأس به في الاستدلال، ومثلُه أيضاً ما يسوقه من الأخبار والآثار التي لا يُشکُ في ضعفها، أو کونها من الإسرائيليات، فهو لم يسُقْها لتکون مهيمنة على تفسير آيّ التنزيل الکريم، بل يسوقُ الطويلَ الطويل لبيان معنى لفظٍ، أو سياق حادثةٍ، وإن کان الأثر نفسه مما لا تقوم به الحجة في الدين، ولا في التفسير التام لآيِّ کتاب الله.([1]) 
هذا وأسأل الله العلي العظيم أن أکون قد وفقت في کتابة الموضوع، فإن کان صواباً فمن الله، وإن کان خطأً فمن نفسي والشيطان وأسأل الله المغفرة من الزلل إنه کان غفاراً.



([1])     (1/453)