التذکير والتأنيث حملا على المعنى في ضوء سورة البقرة دراسة تفسيرية تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التفسير وعلوم القرآن بالکلية

المستخلص

مقـدمـــة
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين کلِّه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريک له، وأشهدُ أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً، وبعد:
فإن اللغة العربية مليئة بالظواهر اللغوية، وظاهرةُ الحمل على المعنى من أبرز صور الحمل استعمالاً عند العرب، فقد لجأوا إليها ليخرِّجوا عليها کثيراً من المسائل المخالفة للقواعد النحوية المطردة.
ولم تقتصر هذه الظاهرة غالباً على کلام العرب شعراً ونثراً؛ إذ هي في کلامهم أکثر من أن تحصى، بل وردت في القرآن الکريم أيضاً، ولها صور مختلفة وأشکال متعددة، ومن أهم صورها: تذکير المؤنث، وتأنيث المذکر، وإفراد المثنى، وتثنية المفرد، وإفراد الجمع، وجمع المفرد، وغيرها من صور الحمل على المعنى.
وقد عالج البحثُ صورتين من صور الحمل على المعنى وهي تذکير المؤنث وتأنيث المذکر، وجعلتُ من القرآن الکريم مجالاً للتطبيق، وسلکتُ في ذلک المنهجَ الاستقرائي التحليلي([1]).



([1]) المنهج الاستقرائي: هو تتبع الجزئيات المتجانسة في شيء مِّا قصد ترکيب صورة کلية منها؛ لإنتاج قاعدة، أو تعميم حکم، فإذا کان التتبع شاملاً لکل الجزئيات سُمِّي ذلک بالاستقراء التام، وإذا کان مُهْمِلاً لبعضها سمِّي بالاستقراء الناقص. والمنهج التحليلي: هو منهج يقوم على دراسة الإشکالات العلمية المختلفة، تفکيکاً أو ترکيباً أو تقويماً، فإن کان الإشکال ترکيبَةً منغلقة، قام المنهج التحليلي بتفکيکها، وإرجاعِ العناصر إلى أصولها، أما إذا کان الإشکال عناصر مشتتة، فإن المنهج يقوم بدراسة طبيعتها ووظائفها؛ ليُرکِّب منها نظرية ما، أو أصولاً ما، أو قواعد معينة. کما يمکن أن يقوم المنهج التحليلي على تقويم إشکالٍ ما أي: نقده. أبجديات العلوم لفريد الأنصاري صـ74-80، 186. بتصرف.