الكَشْف الحَثِيث عن خبر وصية النبي- صلى الله عليه وسلم - بأهل الحديث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الحديث وعلومه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق - جامعة الأزهر

المستخلص

الكَشْف الحَثِيث عن خبر وصية النبي- صلى الله عليه وسلم - بأهل الحديث
عثمان محمد محمد عبد الحافظ
قسم الحديث وعلومه - كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدسوق - جامعة الأزهر
البريد الإلكتروني: OsmanMohamed.2230@azhar.edu.eg
ملخص البحث:
إن أعلى العلماءِ قَدْرًا، وأنْوَرَهُمْ بدرًا، وأنبلَهُم شأنًا، وأعظمَهُم عند الله منزلةً ومنزلًا، وأكرمَهُم مكانةً ومكانًا؛ حَمَلَةُ السنةِ النبويَّةِ، وحَسْبُك جمالًا عِصَابةٌ وصَّى بهم النبيُّ أصحابَهُ، فكان يقول لهم: «إنَّ النَّاسَ لكم تَبَعٌ، وإنَّ رجالًا يَأتُونَكُم من أقطارِ الأرض يتفقَّهُون في الدِّينِ، فإذا أَتَوكْم فاسْتَوصُوا بهم خَيْرًا»، فعَمِلَ الصحابةُ -٪- بوَصِيَّةِ النبيِّ -- مِنْ بعدِهِ، فكان الصحابي الجليل أبو سعيد الخُدْرِي -¢- إذا جاءه طالبُ علمٍ أكرمه، وأوسع له في المجلس، وأدناه منه، وقال له: «مَرْحَبًا بوَصِيَّةِ رسولِ اللهِ »، وقد أَوْدَعَ أهلُ الصنعةِ الحديثيةِ هذا الحديث في مصنفاتهم التي ألَّفُوهَا استقلالًا في شرف أصحاب الحديث، أو تَبَعًا، وقد أعجبني حُسْنُ سياقِهِم لطُرُقِهِ وألفاظِهِ، فدفعني ذلك للنظرِ في هذا الحديث، ومعرفةِ كلام أهل الصنعة الحديثية فيه، وسميتُهُ: «الكَشْف الحَثِيث عن خبر وصية النبي بأهل الحديث»، ومن الأسباب التي دفعتني للكتابة فيه: أنَّ فيه مَنْقَبَةً شريفةً لأهل الحديث، وحَسْبُهُمْ أنْ يُوصِي بهم النبيُّ أصحابَهُ، ثم رجاء أنْ أنتظمَ في سِلْكِ أهلِ الحديث؛ فإنَّ هذا الحديثَ أحدُ الأحاديث التي رَغِبَ أهلُ الصنعةِ الحديثيةِ للحَدِيثِيِّ العنايةَ به، وجَمْعَ طُرُقِهِ، وقد اختلف النُّقَّادُ فيه تصحيحًا وتضعيفًا، فحَمَلَنِي ذلك على تحريرِ ذلك الخلاف، ومعرفة الراجح منه.
وقد أَسْفَرَ البحثُ عن عِدَّةِ نتائجَ، يمكن إيجازها فيما يلي: أنَّ حديثَ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ جاء من طُرُقٍ لا تَخْلُو من ضَعْفٍ أو ضَعْفٍ شَدِيدٍ، بل ووَضْعٍ، لكنَّ بعضَ طُرُقِهِ صالحةٌ للاعْتِبَارِ والارْتِقَاء، وأنَّ حديثَ أبي هارون العَبْدِي ضعيفٌ جدًّا، والآفةُ فيه من أبي هارون، لكنَّه لمَّا رواه عنه سفيانُ الثَّورِيُّ والحَمَّادَانِ صَلُحَ للاعْتِبَارِ والارْتِقَاء، وأنَّ حديثَ أبي نَضْرَةَ خطأٌ، أخطأ فيه الجُرَيرِي بعد ما اختلط، فجعله عن أبي نَضْرَةَ بَدَلَ أبي هارون، وأنَّ حديثَ شَهْر بن حَوشَب مع ضَعْفِهِ أقوى شيءٍ وَرَدَ في البابِ وأَحْسَنُهُ، وأنَّ باقي أحاديثِ البابِ والشواهدَ التي ورَدَتْ بمعناه لا يُمْكِنُ أنْ يُعَوَّلَ عليها؛ لأنَّها لا تَخْلُو من خطأٍ أو ضَعْفٍ شديدٍ أو وَضْعٍ.
الكلمات المفتاحية: الكشف الحثيث - خبر - وصية - أهل الحديث - شرف أصحاب الحديث.

الكلمات الرئيسية