الکتابة العربية بين دعاوى الإصلاح ومعاول الهدم : نقود ومقترحات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول اللغة في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة الأزهر

المستخلص

لما کانت الکتابة العربية على هذا النحو من التميز، وأکثر اللغات التزاما بأساسيات الکتابة المثالية وشروطها، تأکد لدى المنصفين من علماء اللغة، بل والغيورين على العربية بصفة عامة أن دعوى استخدام اللاتينية محاطة بالشکوک ومحفوفة بالمخاطر التى تريد أن تقطع الصلة بين العرب وتراثهم التليد من جهة، وبين المسلمين وعقيدتهم الدينية من جهة أخرى، لا سيما وأن القرآن الکريم عربى اللغة والکتابة والتعَبُّد، وهذا لا يعنى أن الکتابة العربية قد بلغت حد الکمال، وإنما تحتاج إلى مزيد من الجهد والاهتمام من جانب المتخصصين لتدارک جوانب القصور التى يحتاج إليها البحث العلمى الحديث.
ولما کانت الکتابة العربية تحمل فى طياتها برهانًا متجددًا على ما احتله النظام العربى من مکانة تعلو به على کثير من النظم الکتابية المعروفة فى العالم کله .
الأمر الذى أدى إلى انتشار الکتابة العربية انتشارًا واسعًا لدى کثير من شعوب آسيا وأفريقيا، فالفارسية والأفغانية ( البِشْتُو) وسائر اللغات الإيرانية التى يُتکلم بها اليوم تستعمل الخط العربى، کما کتبت لغة الملايو بحروف عربية منذ القرن السادس عشر، ويتکلم بها حوالى (120) مليونا فى ماليزيا وبعض المناطق المحيطة بها، وکانت الترکية تستعمل  الخط العربى حتى 3 نوفمبر /1928م حين قضى کمال أتاتورک باستعمال الأبجدية اللاتينية .
وفى الحزام الإفريقى الذى يشمل اللغات السودانية – الغِينّية ثلاث لغات تستعمل الخط العربى کثيرًا، وهى :
1) الکانورى ( من المجموعة النيلية – التشادية )
2) الهَوْسَا  (من المجموعة النيجيرية – التشادية )
3) الغلاّنية ( من المجموعة السنغالية – الغينية )
والمسلمون المتعلمون الذى يتکلمون لغات غير مکتوبة فى هذه المناطق يکتبون باللغة العربية إذا أرادوا الکتابة العلمية أو المراسلة .
کما يستعمل البربر الخط العربى فى کتابة لهجاتهم، ولکنهم يضيفون نقطًا إلى حروف معينة للدلالة على حروف لا توجد فى العربية .
وقد اقترح البحث - فيما يتعلق بصوامت اللهجات المختلفة - استغلال الأصوات المستحسنة وغير المستحسنة التى ذکرها سيبويه وتطويعها وفقا للطريقة المشار إليها فى البحث، على ألا يتجاوز استخدامها ميدان البحث العلمى .

الكلمات الرئيسية