موقف العلماء من إفادة (إنما) الحصر دراسة أصولية تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد أصول الفقه في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة جامعة الأزهر

المستخلص

هذا البحث يجيب عن إشکالية إفادة (إنما) الحصر من عدمه، وذلک لأنها تفيد تأکيد الإثبات، لکن أهذا هو الأصل فيها أم إن الأصل فيها هو إفادة الحصر ؟ ، أي : إثبات الحکم للمذکور ونفيه عما عداه ؟ کما في قوله تعالى : {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِد}، أيفيد إثبات الألوهية لله تعالى، وينفيها عما عداه ؛ فيحصر الألوهية فيه عز وجل دون غيره، أم إنها لمجرد تأکيد الإثبات، ولا دلالة فيها على نفي الألوهية عن غيره ؟. وفي سبيل الإجابة على هذا السؤال، عرضت آراء الأصوليين فيها. وبتتبعها وجدت أن لهم في هذه المسألة قولين، أحدهما : أن (إنما) تفيد الحصر. وثانيهما : أنها لا تفيد الحصر، بل تفيد تأکيد الإثبات فقط، وإذا استفيد الحصر فإنما يکون لأمر خارجي.
وبعد تدقيق النظر نجد أنها في الحقيقة تفيد الحصر، لکن الحصر قد يکون حقيقيًّا وقد يکون إضافيًّا بالنسبة لشيء آخر ؛ فهي لا تخرج عن إفادة الحصر في کل مواضعها، والمتأمل يدرک ذلک. وإذا کانت (إنما) المکسورة تفيد الحصر، فـــ(أنما) المفتوحة تفيد الحصر أيضًا، بلا فرق بينهما، ولا دليل يصح لمن ادَّعى غير ذلک.
وقد ظهر الأثر العملي لهذه المسألة، في بعض الفروع الفقهية التي تتخرَّج وتبنى عليها. على ما ذکرته تفريعًا عليها.

الكلمات الرئيسية