آية النداء الأول للمؤمنين في القرآن الکريم تفسيرا واستنباطا لفوائدها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الشريعة والدراسات الإسلامية - القصيم - السعودية

المستخلص

فقد نادى الله عباده المؤمنين في تسعة وثمانين موضعا في القرآن، ظفرت سورة البقرة بـإحدى عشرة موضعا، وسورة المائدة بستة عشر موضعا، لکثرة ما فيهما من أحکام وتشريعات فهذه أول ما نزل والأخرى آخر ما نزل، وبقية تلک النداءات مبثوثة بين السور الکريمة.
 ووقفت مليا عند النداء الأول من الجليل لعباده المؤمنين کما هو في ترتيب المصحف، إنه لم يکن أمرًا بالصلاة ولا بالزکاة، ولا الحج ولا غيرها من العبادات التي تتبادر للذهن فشدني الموضوع  الذي من أجله نودوا أول نداء وأثار عجبي أن يکون هو أول موضوع ينادى الله به عباده المؤمنين! قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْکَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) البقرة. فعنَّ لي أن أکتب مختصرا في تفسير تلک الآية الکريمة واستنباط الفوائد منها عسى أن ينفعني الله بما أکتب ومن اطلع عليه.
وتکمن مشکلة البحث في جهل کثير من المسلمين خطورة التشبه بالکفار وخاصة اليهود الذي أطال القرآن الکريم ببيان صفاتهم وأفعالهم وأقوالهم لتجنبها ومنها هذه الآية فيما يخص التشبه باللفظ، فأحببت تسليط الضوء عليها للمساهمة في نشر الوعي بين المسلمين وبيان خطورة ذلک حيث تصدر النهي عن التشبه بهم باللفظ المرتبة الأولى في نداء المؤمنين في القرآن الکريم.
وأسفر البحث عن عدة نتائج، کان من أبرزها: أن النداء أسلوب من الأساليب التربوية التي تدفع السامع للترکيز والاهتمام، وأيضًا: عناية الله بعباده المؤمنين بتوجيههم وإرشادهم واختيار الأفضل والأرقى لهم، وأظهر البحث مکانة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه والدفاع عنه واختيار أرقى الألفاظ عند التحدث معه، وأهمية تميز شخصية المسلم وعلوها عن غيره، وبين البحث جانبًا من مکر اليهود وخبثهم.

الكلمات الرئيسية