مسالک القرآن في إثبات البعث والنشور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية التربية الأساسية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقيوالتدريب بدولة الکويت - باحث رئيس

2 کلية التربية الأساسية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الکويت - باحث مشارک

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى بيان مسالک القرآن الکريم في الاستدلال على البعث والحشر والنشر؛ حيث يُعدُّ البعث بعد الموت، وحشر الخلائق إلى بارئها لنيل جزائها يوم القيامة.. مِن العقائد الأساسية في القرآن الکريم؛ ولما کانت هذه العقيدة محلَّ شکٍ واستبعادٍ من قبل المشرکين، کما حکى الله تعالى عنهم قولهم: ]قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَکُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ[[الصافات: 16]، فقد اهتم القرآن اهتمامًا بالغًا بإثبات هذه العقيدةِ وتقريرِها، والردِّ على المشککين فيها؛ وتنوعت أدلةُ القرآن في تقرير هذه العقيدةِ بين إخبارٍ بوقوع البعث، والأدلةِ على وقوعه وإمکانه، وتشبيهه بأمورٍ تجري في حياتنا، وبين ذِکْرِ قصصٍ متنوعةٍ لحالاتٍ قد تم فيها إحياءُ الموتى بإرادةٍ إلهية.
ولقد اتفقت جميع الرسالات السماوية على الإيمان بالبعث بعد الموت والجزاء على الأعمال، ومن ثَمَّ فإن هذه القضية کانت من أولى اهتمامات القرآن الکريم، فقد ذکرها في مواضع کثيرة متعددة في آياته، تارة بوصف البعث والحديث عنه، وتارة بتقريره وتأکيد مجيئه، وتارة بتعليق الاستقامة على الإيمان به، وتارة بإثبات الهداية والفلاح للموقنين به.
  فدلت هذه العناية القرآنية بالبعث على أهميته، وعلى ضرورته في استقامة المرء في هذه الحياة، لأنه بانعدامه ينعدم أصل الخير وينابيع الفضيلة والکمال البشري، ويصبح المرء من شر البرية.
وأسفر البحث عن عدة نتائج، کان من أهمها: لفت الانتباه إلى وضوح وبساطة مسالک القرآن في إثبات البعث والحشر والنشر، بعيدًا عن مصطلحات علم الکلام التي لا يتقنها عوام الناس، وأن القرآن الکريم ترقى في مخاطبة أصناف البشر، فمنهم من قرب له صورة البعث بما يعرف من أحوال نفسه وأحوال العالم، کإنزال المطر وإحياء الأرض وإنبات النبات، ومنهم من خاطبه بضرورات العدل في وجوب إثابة المحسنين ومعاقبة المحسنين، ومن لم يقتنع لا بالدليل العقلي الحسي ولا بالدليل العقلي المنطقي، خاطبه بالقصة والحکاية التي تسرد وقائع ثبتت صحتها بالدليل المتواتر عن أناس قاموا من بعد موتهم وأخبروا بما طلب منهم. 

الكلمات الرئيسية