تصحيح المفهوم الخاطئ للجهاد في ضوء القرآن الکريم والسنة النبوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر

المستخلص

يناقش هذا البحث تصحيح المفهوم الخاطىء للجهاد ؛ حيث إنّ (الجهاد) ـــــ کما عرفه أحد العلماء الفضلاء ــــ: بذل الجهد واستفراغ الوسع والطاقة بأي قول أو فعل في أي ميدان من ميادين الخير والإصلاح في الحياة، وخاصة في نشر الدعوة الإسلامية والدفاع عنها . فليس الجهاد مقصوراً على قتال الکفار، وإنما له دلالة أوسع من ذلک، " فالجهاد أعم من المقاتلة " ، ويشمل: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، ومجاهدة الشهوات، والحج والعمرة جهاد، وبر الوالدين جهاد، والإنفاق في سبيل الخير جهاد، والصبرعلى أذى الکفار جهاد، والاجتهاد في ميادين العلم والفکر جهاد، وطلب العلم جهاد، والدعاء إلى الدين الحق بالحکمة والموعظة الحسنة جهاد.
ولذلک کان الجهاد واجباً على الکافة، بينما کان القتال له حکمه، وله شروطه، وله أهله، وهو خاص بالدفاع عن الدين والوطن لرد الاعتداء .
إذن " کل مسلم يجب أن يکون مجاهداً وليس بالضرورة مقاتلاً، إذ إنّ مجاهدة النفس والشيطان ومجاهدة المنکرات ومجاهدة المشرکين بالقلم واللسان والمال والسنان وجهاد البناء والتنمية لا يتصور ألا يکون للمسلم فيها نصيب، بخلاف القتال الذي لا يتأتى إلا عندما تتهيأ أسبابه " .

الكلمات الرئيسية