أسباب الخطأ في المفاهيم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر

المستخلص

إن المفاهيم ليست ألفاظًا کسائر الألفاظ، وإنما هي مستودعاتٌ للمعاني. والدلالات کثيراً ما تتجاوز البناء اللفظي وتتخطى الجذر لتعکس کوامن فلسفة الأمة ودفائن تراکمات فکرها ومعرفتها.
وتحظى ساحة الخطاب الديني بالکثير من المفاهيم التي أدى سوء فهمها إلى طرفي نقيض، فمرة تؤدي إلى إفراط يغرس التشدد والتطرف والإرهاب، وأخرى إلى تفريط يفسح المجال للتفلّت من أحکام الدين وقواعده. وکلاهما خطر على الأمة في حاضرها ومستقبلها؛ لما يدعو إليه الفهم السقيم من تنازع على أسس مذهبية ويفسح المجال لخطط الأعداء وحبائلهم کي تنال من الأمة ووحدتها وأمنها واستقرارها
وتتعدد الأسباب بين ذاتية وخارجية، فالذاتية منها: التعصب، والانغلاق على الذات، وضعف الثقافة الإسلامية الرشيدة، والنظرة الحزبية أو الجزئية للنصوص، وکذلک التنشئة الفکرية المشوّهة. وأما الخارجية فکثيرة منها: المنزلقات التراثية، والغزو الفکري، وضعف الخطاب المؤسسي الرسمي وعدم قدرته على الإقناع، وکذلک الخطط المُمَنْهَجَة والمُعدَّة بإحکام للسيطرة على العقول المسلمة من قِبَل منظمات وجماعات ودول تعمل على تنفيذ أهداف معدة سلفًا وتسعى لتحقيقها وتتعدد المفاهيم التي اختلط فيها الفهم وتم لي النصوص لإثباتها ومنها مفهوم الجهاد والفرقة الناجية والولاء والبراء والتکفير والتفسيق والردة وغيرها من المفاهيم التي أثرت على مسيرة النهضة للعالم الإسلامية في العصر الحديث، وجعلت مجتمعاته ساحة للتنازع والاحتراب بدلاً من أن يکون ساحة للسلم والأمان. مما يجعل الحاجة ملحة للبحث عن الأسباب وراء هذه الأخطاء في فهم تلک المفاهيم.

الكلمات الرئيسية