مواصفات المجدد وإعداده

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة المنوفية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
فدين الإسلام دين صالح لکل زمان ومکان وهو دين التجدد والاستمرار، ومن أبرز الموضوعات التي طرحت على الساحة الفکرية الآن موضوع تجديد الخطاب الديني، لا سيما والعالم أجمع يشهد ثورة تکنولوجية على جميع الأصعدة وبالأخص في عالم الاتصالات والمعلومات مما يحتم مسايرة التقدم والتفوق في عرض دين الله وتقديمه في أفضل ثوب وعبر أوضح طريق بعيدًا عن الإفراط أو التفريط، وهذا يحتاج إلى رجال عظام يبذلون أفضل الجهود في اختيار أفضل الوسائل وأحدث الطرق والأساليب في إقناع الناس بعيدين کل البعد عن الجمود والرکود والتقوقع آخذين في الاعتبار مسايرة الواقع بأسلوب لا يفقد الدين قدسيته، ولا يزحزح شيئًا من أصوله وثوابته ومن هنا جاءت أهمية هذا الموضوع خصوصًا مع کثير من الدعوات والدعاوي التي تنادي بتجديد الخطاب الديني، وهذا البحث جاء ليضع الأسس والقواعد لهذا الموضوع الخطير، ويجيب عن کثير من التساؤلات التي لا تقل أهمية وخطورة عن الموضوع والتي من أهمها: هل هناک تعارض بين هذا المصطلح وبين الشريعة خصوصًا مع قول الله U : «اليوم أکملت لکم دينکم» ؟وهل هذا المصطلح حَدَاثي جديد أم أنه قديم له أصول وبذور شرعية؟ وهل معنى تجديد الخطاب الديني أن تفسر النصوص الشرعية وفق مفاهيم خاصة ومنطلقات فکرية تتفق مع أيدولوجيات معينة؟ أم أن تجديده يعني إعادة نضارته ورونقه وبهائه؟ إلى غير ذلک من التساؤلات التي يجيب عنها هذا البحث.
لکن لا بد وأن نعلم أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى کوادر معينة تفهم النص الشرعي ومراميه، فکيف تُعد هذه الکوادر وکيف تصنع؟ فليس کل من ادعى العلم استطاع أن يخوض لجة هذا البحر الخضم، بل للمجدد شروطًا لا بد وأن تتوافر فيه، وآدابًا لابد وأن يتحلى بها، وفي ثنايا هذا البحث تفصيل ما أُجمل، وتوضيح ما أُشکل حول هذا الموضوع.

الكلمات الرئيسية