ضوابط فهم النصوص النبوية أسباب وملابسات ورود الحديث أنموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الإمارات

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
فإن سلامة الفهم لسنة النبي r تقتضي تحصيل مجموعة من الأسس والضوابط –التي لا غني عنها- لمن ينظر في السنة النبوية، ومن أهم تلک الأسس والضوابط: معرفة أسباب ورود الحديث التي تعين على فهم المراد من النصوص النبوية، ودفع الإشکال الظاهري الذي يبدو أحيانًا في بعضها، ففهم الحديث النبوي فهمًا صحيحًا ومنضبطًا يستدعي أن نعرف الملابسات التي سيق فيها النص، وجاء بيانًا لها وعلاجًا لظروفها حتى يتحدد المراد منه بدقة بعيدًا عن شطحات الظنون، أو الجري وراء ظاهر غير مقصود.
فإذا کانت أسباب النزول ضرورة لا بد منها لفهم القرآن الکريم، وتفسيره، فإن أسباب ورود الحديث أشد طلبًا، وأکثر أهمية لفهم سنة النبي r؛ وذلک لأنها تعالج کثيرًا من القضايا والمشکلات الموضعية والجزئية والآنية، کما أن سبب الورود من أسباب بيان المجمل، وتعيين المبهم في متون الأحاديث، کما أنه سببًا في إدراک علل الأحکام، ومعرفة مقاصد الشريعة، کما أنه يعد من أبرز القرائن التي يُستدل بها على التاريخ الذي يُعرف به آخر الأمرين من فعل رسول الله r، ومن هنا کانت منزلة معرفة أسباب ورود الحديث کمنزلة أسباب النزول من القرآن الکريم، فهما يخرجان من مشکاة واحدة.
وبين ثنايا هذا البحث: تفصيل لهذا الإجمال، وإجابة عن کثير من الإشکالات والتساؤلات التي تعرض حول هذه القضية، والتي من أهمها: هل لفهم السنة النبوية في ضوء أسباب ورودها أثر في تقويم الانحراف الطارئ في حياة الأمة اليوم؟ کما أن هذا البحث يعرض لإبراز جوانب التأصيل النظري لقضية فهم الأحاديث النبوية في ضوء أسباب ورودها، مع تسليط الضوء على جملة من الأحاديث النبوية التي توضح الجانب النظري للموضوع؛ لأن الحکم على الشيء فرع عن تصوره، مع تحديد المجالات التي يدخلها هذا العلم.

الكلمات الرئيسية