يتناول هذا البحث مسألة التطور الدلالي لحظة نزول القرآن الکريم بطريقة موجزة مختصرة ، وأقرب أن تکون وافية من ناحية إصابتها للتتبع التاريخي للکيف التطوري في اللغة العربية ، من ناحية أطوارها الدلالية المتسعة ضمن المعاجم اللغوية القديمة والکتب التي تناولتها ، وقد اقتصرت مساحة الدراسة على کتب اللغة لاهتمام اللغويين بها .
وتسعى هذه الدراسة إلى تجسير المعاني الأصلية المعجمية بالمعاني التي استجدت بعد الوحي . وکذلک تسفر الدراسة في الکشف عن جهود اللغويين القدامى في عنصر التطور الدلالي وعلى رأسهم الزبيدي في تاجه العروس ؛ حيث وقف على علم الدلالة وما يتعلق بمسألة التطور اللغوي الذي طرأ على المعاني، ويعرض للکلمة بعدًا تاريخًا لغويًا مع عرضه المعنى الشرعي، وکتابه من ناحية سمات التطور الدلالي مليء ومکنوزٌ بلطائف وإشارات .
وتوصل الباحث إلى أن تطوير المعاني للمصطلحات الإسلامية القرآنية لم يکن حرکة انقلابية تقضي على المعاني الأصلية المعجمية، بل کان مشروعًا إصلاحيًا يهدف البناء متمرکزًا على المعاني اللغوية الأصلية .
وتوصل أيضا إلى أن للقرآن فضل وأثر عظيم على اللغة العربية في توطيد سلطنتها من خلال اتساع معانيها واستجداد دلالتها الشرعية التي لم تعهدها أهلها من قبل .