إعمال الفکر في قاعدة {ما قبل وبعد أخرى الذکر } من ناظمة الزهر للإمام القاسم ابن فيروه الشاطبي (المتوفى:590هـ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أم القرى کلية الدعوة وأصول الدين قسم القراءات

المستخلص

الحمد لله رب العالمين علم الإنسان ما لم يعلم ، خلق فسوى وقدّر فهدى ، وکل شيء عنده بأجلٍ مسمّى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الهاشمي القرشي الأمي الذي دلنا على کل خير وحذرنا من کل شرٍّ ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد : فهذا بحث في علم فواصل القرآن الکريم الذي هو جزء لا يتجزأ من علم القراءات وبالتحديد في ناظمة الزهر التي نظمها الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في ذکر خلاف أهل العدد في آي السور ، وأبدع في نظمها وأجاد وأفاد لأنه لم يذکر خلاف أهل العدد فحسب ، بل ذکر أعداد آي السورة في صدر کل سورة ، وذکر ما يشبه الفاصلة وهو معدود ، وما يشبهها وهو متروک ، ولذلک کانت هذه المنظومة المبارکة رأسا في هذا العلم ، أودع فيها من الرموز والاصطلاحات ما يعين على فهمها واستحضارها ، فکانت سهلة يسيرة لمن يسرها الله تعالى له جامعة مفيدة . وکان من ضمن اصطلاحات الناظم بعض القواعد التي يشکل فهمها على طالب العلم لخروج الناظم عن اصطلاحه تارة ، ولقرائن يذکرها في الأبيات تارة أخرى ، ومن ضمن هذه القواعد العامة قاعدة [ما قبل وبعد أخرى الذکر] التي وضعها الناظم لمن سکت عنه ولم يذکره من أهل العدد ، وقد أشکل على کثيرمن طلاب العلم فهمها لذکره الأعداد بطرقٍ مختلفة في النظم ، وقد أکرمني الله تعالى بتلقي هذه المنظومة على الشيخ محمد محمود ربيع رحمه الله تعالى – وکان مبدعا في شرح هذه المنظومة غاية الإبداع ، وأستاذا في حل مشکلاتها وما أغلق على طلب العلم منها فعملت هذا البحث لدراسة هذه القاعدة من أول القرآن إلى آخره ، ولمعرفة کيفية إعمال هذه القاعدة في کل سورة  لمن سکت عنهم الناظم ، هل يؤخذ لهم بما قبل أو بعد أخرى الذکر ، مع وضع افتراضات في السور التي لا يحتاج فيها إلى قاعدة ما قبل وبعد أخرى الذکر ، حتى لا يشکل فيها شيء على طالب العلم ، واستخلصت من ذلک قواعد عامة لإعمال هذه القاعد المبارکة ومنهجا يسير عليه الطالب في العمل بها ، مع الإشارة إلى السور التي لا يحتاج فيها إلى العمل بقاعدة ما قبل وبعد أخرى الذکر ، وذکر الأسباب في کل ذلک ، کما ذکرت ما أفادنا به شيخنا العلامة رحمه الله من حصرٍ للسور التي عمل في بقاعدة ما بعد أخرى الذکر لتتم الفائدة .
کان هذا ملخص ما قمت به في هذا البحث ، وغايتي فيه نفع طالب العلم المتخصص في فن القراءات ، والوقوف على جهود العلماء وفهم اصطلاحاتهم التي بفهمها تسهل العلوم ، وبالعمل بها ننال الأجر والمثوبة من الله العلي القدير .
والحمد لله رب العالين وصلى الله علي نبينا محمد وآله وصحبه الغر الميامين

الكلمات الرئيسية