من مباحث علوم القرآن استخدام التعريض في الأسلوب القرآني دراسة تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد
فإن القرآن الکريم قد حاز أعلى درجات البلاغة ونال أقصى درجات الفصاحة تحدى به النبي صلى الله عليه وسلم العرب فعجزوا عن أن يأتوا بأقصر سورة من مثله وهم من هم في الفصاحة والبلاغة، ثم إن فنون البلاغة بأنواعها موجودة في القرآن ففيه علوم البلاغة الثلاثة المعاني([1]) والبيان([2]) والبديع([3]).
هذا واشتمال القرآن على علوم البلاغة مع أن المرسل به صلى الله عليه وسلم نبي أمي وجه من وجوه إعجاز القرآن لذلک اهتم العلماء في القديم والحديث بإبراز فنون البلاغة وأساليبها في عباراته فاهتم من کتب منهم في علوم القرآن ببيان اشتمال القرآن على علوم البلاغة فيذکرون النوع. ويذکرون له بعض الأمثلة التي تفي بالغرض ثم إن المفسرين الذين يهتمون بهذا الجانب عندما يتعرضون لتفسير آية يبرزون ما فيها من أوجه بلاغية.
وقد نظرت في کتب علوم القرآن فوجدتها تذکر التعريض مقترناً بالکناية ضمن علم البيان ومنهم الإمام شمس الدين محمد بن أبي بکر بن قيم الجوزيه([4]) في کتابه الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان.
والإمام الزرکشي في کتاب البرهان في علوم القرآن فذکره في النوع الرابع والأربعين([5]) بعنوان الکناية والتعريض في القرآن والإمام السيوطي في الإتقان([6]) في النوع الرابع والخمسين بعنوان کناياته وتعريضه وقد هداني الله عز وجل لاختبار هذا النوع من أنواع علوم القرآن الذي هو من أنواع علوم البلاغة أيضا لأکتب فيه بحثا موجزًا بعنوان (استخدام التعريض في الأسلوب القرآني دراسة تطبيقية).





([1])المعاني علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال. انظر الإيضاح في علوم البلاغة للإمام محمد بن عبد الرحمن المعروف بالخطيب القزويني ص 16 ط دار إحياء العلوم بيروت الرابعة 1419هـ - 1998م تحقيق بهيج غزاوي وانظر التعريفات للإمام علي بن محمد الجرجاني 201 ط دار الکتاب العربي بيروت الأولى 1405هـ - تحقيق إبراهيم الإبياري.


([2])علم البيان علم يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه. انظر الإيضاح 201 والتعريفات 200.


([3])علم البديع علم يعرف به وجوه تحسين الکلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال انظر الإيضاح 16 والتعريفات ص 200.


([4])الفوائد المشوق 151.


([5])البرهان 2/200.


([6])انظر الإتقان 2/101.

الكلمات الرئيسية