عاشوراء في ضوء السنة النبوية دراسة موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الحديث وعلومه بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين
                                    وبعد
   فإن لله تعالى في أيام دهره نفحات ، جدير بالمسلم أن يتعرض لها بالطاعات والقربات ، وقد کان r يتعاهد مثل هذه الأيام .
   فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال : سئل رسول الله r عن صوم يوم الإثنين فقال : " ذاک يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه أو أنزل عليَّ فيه " [1] .
   وفي شهر رمضان تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " کان رسول الله r يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"[2].
   ومن أيام الله تعالى الفاضلة ، يوم عاشوراء ، حيث نجى الله تعالى فيه موسى وقومه من الغرق ، وأهلک فرعون وجنوده ، وقد أمر الله تعالى بتذکر مثل هذه الأيام ، قال تعالى : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومک من الظلمات إلى النور وذکرهم بأيام الله إن في ذلک لآيات لکل صبار شکور } [3] .
   قال ابن کثير : " وذکرهم بأيام الله " أي بأياديه ونعمه عليهم في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه ، وإنجائه إياهم من عدوهم ، وفلقه لهم البحر ، وتظليله إياهم بالغمام ، وإنزاله عليهم المن والسلوى إلى غير ذلک من النعم . قال ذلک مجاهد وقتادة وغير واحد .
   وقد ورد فيه الحديث المرفوع الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي بن کعب عن النبي  r في قوله تبارک وتعالى {وذکرهم بأيام الله } قال : بنعم الله تبارک وتعالى .
   قال ابن کثير : ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم مرفوعا ، ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد موقوفا وهو أشبه .[4]



[1] - أخرجه مسلم في صحيحه مطولا / کتاب الصيام / باب استحباب صيام ثلاثة أيام من کل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والإثنين والخميس 3/ 167/ 2804  .


[2] - أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه / کتاب الاعتکاف / باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان 3/ 176/ 2845 .


[3] - سورة إبراهيم آية 5


[4] - تفسير ابن کثير 4/ 478

الكلمات الرئيسية