الأَحَادِيثُ التي خَرَجَتْ مَخْرَجَ الغَالِبِ في صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى جَمْعٌ وَتَحْلِيلٌ وَدِرَاسَةٌ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

دکتوراه أصول الدين في الحديث وعلومه جامعة الأزهر

المستخلص

خروج الکلام مخرج الغالب ظاهرة علمية، بل وطبيعية أيضًا؛ وهي صورة من صور التعبير الإنساني وليست وليدة علم بذاته ولا حکرًا على فن من الفنون؛ وإنما تکتحل بها عين الناظر في کتب أهل العلم في شتى مناحي الثقافة والعلوم، بل وحتى الحياة العادية؛ إما نصًا أو تطبيقًا، وهذا إذا ما راعينا الاستعمال والتطبيق دون التأصيل والتنظير.
أما باعتبار التقعيد والاستدلال لها فإن ما لا يحتاج إلى حِجَاج ولا يُحْوِج إلى لِجَاج أنها قاعدة أصولية، وعلى موائد الأصوليين استمدت شرعيتها واشتدت بأدلتها.
وغالبًا ما ترتبط هذه الظاهرة بملابسات الواقع والخطاب، بحيث يفهم الکلام مع محيطه الکامل، غير منعزل عنه، وهذا يشبه کثيرًا ما يعرف هذه الأيام بـ "فقه الواقع".
فترد في صورة عامة إلا أن هذه القرائن تمنع دون أخذ عمومها أو العمل بمطلقها، ومن هنا نص العلماء على أن الکلام إذا خرج مخرج الغالب فلا مفهوم له.
وقد اتسعت هذه القاعدة الکبيرة بحيث احتاج إليها المشتغل بالقرآن والحديث والفقه وکلام العرب ....إلخ.
وهذا النوع من التعامل مع النصوص والعبارات يعطي نتائج مبهرة في کيفية فهم النصوص، والتواصل مع روح الشرع وفهم وقائعه التاريخية؛ وهذا مفيد غاية الإفادة في التأليف بين النصوص ودفع التعارض والتناقض الظاهري فيما بينها.