دراسة تحليلية في رواية «النيل يجري شمالاً - النواطير» للروائي إسماعيل فهد إسماعيل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 دكتور منتدب في كلية التربية الأساسية، دولة الكويت

2 أستاذ مشارك في ، قسم اللغة العربية وآدابها، كلية التربية الأساسية، دولة الكويت

المستخلص

دراسة تحليلية في رواية «النيل يجري شمالاً - النواطير»  للروائي إسماعيل فهد إسماعيل
مبارك عادل الميع،& خلف مطلق العازمي
قسم اللغة العربية وآدابها، كلية التربية الأساسية، دولة الكويت
البريد الالكتروني: Khalaf_alazmi@yahoo.com
ملخــــــص:
يتحدَّث هذا البحث عن «النواطير» وهي الجزء الثاني من السلسلة الروائية للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، وتحديدًا رواية «النيل يجري شمالاً». وهو أحد كُتَّاب الواقعية في العالم العربي الذين آمنوا بالأيديولوجيا التي أرخت ظلالها على المشهد السياسي العربي وصولاً إلى الإنسان العربي المقهور في أزمنة الاستعمار وما تلاها. وتنتمي هذه الرواية لجنس الرواية التاريخية التي تنطلق من رحاب الرومانسية وتؤصلها أسباب فلسفية، والتي أحيانًا قد لا تتقيد بالتاريخ وربما تنحو إلى الطابع الشعبي في استناداتها التاريخية، غير أن الروائي إسماعيل فهد أربك القارئ في هذه الرواية باستناده إلى ذكر مصادره التاريخية الدقيقة ممَّا يحدو بالمتلقي متسائلاً أيقرأ خيالاً أم حقيقة. وتقوم الرواية على الصراع بين المصريين أهل الحقّ وحكامهم المماليك الطغاة الذين لا يختلفون عن المحتلين الجدد من فرنسا. ويتم في هذه الرواية الكشف عن الأوضاع الاجتماعية للشعب المصري الذي تتملكه العروبة وسط ظروف القهر، في ظل حوارات دارت بين الشخصيات التي ألقت بظلالها على المجتمع الفرنسي داخليًا وشرحتْ لنا تفرُّق كلمتهم سياسيًا فيما يُعرف بوجهات النظر السياسية التي تخالف السياسة الفرنسية الحاكمة والنُخب السياسية. وعبَّر ذلك الاختلاف عن امتعاض جزء كبير من الفرنسيين من الغزو الفرنسي الخارجي لمصر ومالطا من أجل الطموح الشخصي لنابليون الذي سعى لجر هذا النزاع خارجيًا. في حين أن وجهة النظر الأخرى ترى ضرورة الحملة الفرنسية لحماية الثورة الفرنسية ضد الأعداء المتربصين بها وخاصةً مملكة بريطانيا العظمى. وكل ذلك السرد والحوار يسير في خطٍّ عام ضمن الأحداث التاريخية ويغلفها الكاتب بالرمزية التي شكَّلت الملمح الأكثر إضاءة في مجمل الرواية أو لعلها القضية الفنية الأكثر إلحاحًا في سياق الثلاثية كلها. وكان هاجس الكاتب في توظيف التاريخ وتحويره لخدمة أجندته السياسية طاغيًا، وربما يبدأ ذلك منذ مطلع عنوانه الثانوي «النواطير» للجزء الثاني للسلسلة. وكشفت الرواية عن منظومة القيم الثقافية التي تحكم منطق المصريين، ورسمت رؤية موازية للواقع المصري بدءًا من النهضة الأولى لمصر وصولاً إلى الزمن المتشكل في سبعينيات القرن العشرين، حيث تمَّ تقويض النهضة العربية الثانية التي بدأت بالمشروع القومي. ولعل من العيوب الملموسة في الرواية أن الأحداث والحوارات على الرغم من تنوعها لا تمنح القارئ دورًا في الاستنتاج أو التوقُّع لأسباب ذكرتها في ثنايا البحث، مما أفقد متعة الاستكشاف التي تُعلّق المتلقي بالعمل الأدبي وتشدّه. وقد تتوه الرواية أحيانًا عن الخيط الذي ينظّم عمل راويها، ويظهر ذلك في صعوبة أن يصل القارئ إلى حبكة أو عقدة رئيسة تصل إليها الأحداث المختلفة حتى بدت هذه الأحداث على شكل لقطات فيلمية غير مترابطة على الرغم من أن الزمان والشخصيات والأمكنة تبقى عوامل مشتركة فيها.
 

الكلمات الرئيسية